ملخص كتاب "كيف تتغير" لكاتي ميلكمان
هل سبق لك أن حاولت تغيير عادة سيئة أو اكتساب عادة جيدة، لكنك وجدت نفسك تعود إلى سلوكك القديم بعد فترة؟ هل وضعت أهدافًا مرارًا وتكرارًا دون تحقيقها؟ إذا كنت تتساءل عن السبب وراء ذلك، فإن كتاب "كيف تتغير" للكاتبة كاتي ميلكمان يقدم الإجابة.
يعد هذا الكتاب دليلاً عمليًا يعتمد على أبحاث علمية مكثفة لشرح العوائق النفسية والسلوكية التي تعترض طريق التغيير، كما يقدم استراتيجيات فعالة تساعدك على تجاوزها وتحقيق أهدافك بثقة واستمرار.
في هذا الملخص، سنستعرض الأفكار الرئيسية التي يناقشها الكتاب، والتي تشمل:
كيفية التغلب على التسويف والاندفاع.
أدوات واستراتيجيات عملية لدعم عملية التغيير.
1. البدايات الجديدة: نقطة انطلاق قوية للتغيير
لطالما ارتبطت القرارات الجديدة ببدايات معينة، مثل بداية العام، عيد ميلاد، أو حتى بداية أسبوع جديد. تشير الأبحاث إلى أن هذه المحطات الزمنية توفر فرصة نفسية لإعادة ضبط أهدافنا، حيث تساعد على خلق مسافة بين الماضي، بما فيه من إخفاقات، والمستقبل المليء بالفرص.
أجرت الكاتبة وفريقها دراسة على طلاب جامعيين، فوجدوا أن أولئك الذين بدأوا تحديات جديدة عند محطات زمنية محددة كانوا أكثر التزامًا بتحقيق أهدافهم. ولكن، يجب الحذر من البدايات التي تؤدي إلى فقدان الروتين، مثل التوقف المطول عن عادة جيدة، لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
كيف تستفيد من هذه الفكرة؟
1 حدد بداية واضحة لانطلاقتك الجديدة، مثل أول الشهر أو بعد مناسبة خاصة.2 استخدم لحظات التحول (مثل بدء وظيفة جديدة) كفرصة لتبني عادات إيجابية.
2. كيف تتغلب على التسويف والاندفاع؟
أحد أكبر العوائق أمام تحقيق الأهداف هو الميل إلى تأجيل المهام والانشغال بأشياء أقل أهمية ولكن أكثر متعة. يُعرف هذا السلوك بـ "التحيز للحاضر"، حيث تفضل المكافآت الفورية على الفوائد المستقبلية.
لحل هذه المشكلة، تقدم الكاتبة بعض الاستراتيجيات العملية:
اجعل المهام المملة أكثر جاذبية بدمجها مع أنشطة تحبها. على سبيل المثال:
-استمع إلى بودكاست ممتع أثناء ممارسة الرياضة.-اجعل وقت الدراسة أكثر متعة باستخدام تطبيقات تعليمية تفاعلية.
2. استخدام الألعاب التحفيزية
- حول إنجازاتك إلى تحديات، مثل مكافأة نفسك بنشاط ممتع بعد تحقيق هدف معين.- استخدم تطبيقات تقدم نقاطًا وجوائز عند إكمال المهام.
3. تطبيق أجهزة الالتزام
- ضع قيودًا ذاتية لمنع نفسك من الانحراف عن أهدافك، مثل استخدام تطبيقات حظر مواقع التواصل أثناء العمل.- التزم بتحديد موعد نهائي غير قابل للتغيير لمهامك المهمة.
4. الإعلان عن أهدافك
- شارك أهدافك مع أشخاص تثق بهم، حيث يساعدك ذلك على الالتزام بها حتى لا تخيب ظن الآخرين.- انضم إلى مجموعات دعم لمشاركة تقدمك وتلقي التشجيع المستمر.
3. أهمية التأثير الاجتماعي في تحقيق النجاح
"أرني أصدقاءك، وسأخبرك من أنت." هذه المقولة تعكس قوة التأثير الاجتماعي على سلوكنا. يشير الكتاب إلى أن البيئة الاجتماعية قد تكون عاملاً حاسماً في تحقيق النجاح أو الفشل.
كيف يؤثر من حولك على قدرتك على التغيير؟
1 التعلم من الآخرين: عندما تحيط نفسك بأشخاص ناجحين ومجتهدين، ستتأثر بسلوكهم الإيجابي.2 المقارنات التحفيزية: رؤية نجاح الآخرين قد يدفعك لبذل المزيد من الجهد لتحقيق أهدافك.
3 التشجيع والمساءلة: الأصدقاء أو الزملاء الذين يشاركونك نفس الأهداف يمكن أن يكونوا مصدر دعم قوي.
كيف تستفيد من هذه الفكرة؟
انضم إلى مجتمعات أو مجموعات مهتمة بنفس مجالك أو أهدافك.ابتعد عن الأشخاص السلبيين الذين يثبطون عزيمتك.
ابحث عن مرشد أو شريك يساعدك على البقاء على المسار الصحيح.
4. أدوات واستراتيجيات عملية لدعم التغيير
إضافة إلى النقاط السابقة، يقدم الكتاب مجموعة من الأدوات الفعالة التي تساعدك على تحويل التغيير إلى عادة دائمة، ومنها:
1 تقنية "إن ... فحينها ...": ضع خططًا بديلة لمواجهة العقبات. مثلاً: "إذا شعرت بالتعب، فسأمارس التمارين لمدة 10 دقائق على الأقل."2 تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام صغيرة: يساعد ذلك على تقليل الشعور بالإرهاق وزيادة الدافع لتحقيق تقدم مستمر.
3 تتبع التقدم: استخدم دفتر ملاحظات أو تطبيقات لتسجيل إنجازاتك.
4 مكافأة الذات: قدم لنفسك مكافآت صغيرة عند تحقيق كل خطوة، فهذا يعزز الشعور بالإنجاز ويزيد من الالتزام.
خاتمة
كتاب "كيف تتغير" ليس مجرد دليل نظري، بل هو خريطة طريق مدعومة بأبحاث علمية لمساعدتك على التغلب على العوائق النفسية وتحقيق تغيير حقيقي ومستدام في حياتك. سواء كنت تكافح مع التسويف، أو تبحث عن بداية جديدة، أو تريد تحسين بيئتك الاجتماعية لدعم أهدافك، فإن هذا الكتاب يزودك بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق النجاح.
ابدأ اليوم! حدد هدفك، استخدم الاستراتيجيات المناسبة، وأحط نفسك بأشخاص داعمين، وستجد نفسك على الطريق الصحيح نحو التغيير الإيجابي.